موقع كتابي للطلبة والباحثين
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
صورة موجزة للمتداول الفكري والفني عن الإبداع الصوفي Kkk10الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 صورة موجزة للمتداول الفكري والفني عن الإبداع الصوفي

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
ابو الياس
عضو جديد
عضو جديد
ابو الياس


ذكر
عدد المساهمات : 3
العمل/الترفيه : أستاذ

صورة موجزة للمتداول الفكري والفني عن الإبداع الصوفي Empty
مُساهمةموضوع: صورة موجزة للمتداول الفكري والفني عن الإبداع الصوفي   صورة موجزة للمتداول الفكري والفني عن الإبداع الصوفي Emptyالخميس يناير 20, 2011 4:26 pm

Rolling Eyes صورة موجزة للمتداول الفكري والفني عن الإبداع الصوفي:
إن دراسة الكتابة الصوفية، بوجه عام، والإبداعية منها ،على الخصوص، تطرح إشكالات متعددة هي عبارة عن معضلات يظل البحث فيها على شكل فرضيات، مهما قدم من أجل الاستدلال على تحقيقها، تظل أبدا مثار جدل ، فثمة أمران رئيسيان في الرؤية والتجربة، تحكمان هذه الكتابة، احتلا موضع الصدارة من الاهتمام هما: المعرفة والذوق .
المعرفة تستهدف الوصول إلى تصور المطلق، من خلال تجلياته، وتأصيل أصول معرفته ووضع القواعد النظرية والسلوكية السابقة على كل رغبة في الاتصال به أو السفر إليه.داخل الجهازين الاستدلالي والمفهومي لهذه المعرفة يقع البرهان والمنطق في مستوى ثان بعد الحدس بالوجدان، حيث يتوازى النظر الصوفي و النظر الفلسفي والكلامي والفقهي في كثير من القضايا قبل حدوث التقاطع، لتظل المعرفة الصوفية واحدة موحدة تزداد نموا وعمقا بحسب مقتضى السياق الثقافي والتاريخي الاجتماعي الذي يحضن صورتها في كل مرحلة من مراحل سيرورتها وصيرورتها ، على رغم تعدد الأشكال والألوان والمجموعات.
أما الذوق فإنه يعني خوض التجربة الروحية ، اعتمادا على هذا الزاد المعرفي رغبة في نوال الكشف الذي هوعلم للذوق أو علم الإشارة :" وإنما قيل علم الإشارة لأن مشاهدات القلوب ومكاشفات الأسرار لا يمكن العبارة عنها على التحقيق، بل تعلم بالمنازلات والمواجيد ولا يعرفها إلا من نازل تلك الأحوال وحل تلك المقامات ".
إن بين جنس المعرفة الصوفية وما يصاحبها من إبداع لبيانها وسواها فروق جوهرية يفصلها أحد شعراء العرفان قائلا ، على الوافر :

ِِإذا أهْلُ العبارةِ ساءلُونَا
أجْبناهم بإعْلام الإشارهْ
نشيرُ بها فنجعلُها غموضا
تقصرُ عنها ترجمة العبارهْ
ونشهدها وتشهدنا سرورا
له في كل جارحـــة إثاره
ترى الأقوال في الأحوال أسرى
كأسر العارفين ذوي الخساره

فالصوفية أهل الإشارة وغيرهم أهل العبارة، هم أهل التلميح والإيحاء، وهو القاعدة، وغيرهم أهل التصريح والإبانة،في الأغلب الأعم، ولعل موطن الاختلاف ليس اللغة أو المنطق وإنما تصور الوجود وبرزخية الإنسان وطبيعة علاقته بالإلهي، ولبيان ذلك أحتكم إلى ابن خلدون الذي جعل علم الفقه فقهين :
الأول: ينصب على أعمال الجوارح أو الأعمال الظاهرة كالعبادات والعادات والمتناولات : فقه الظاهر.
الثاني: يرتبط بأعمال القلوب أو النفس : فقه الباطن،وهوالأهم عند الشارع " إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد وإذا فسدت فسد الجسد ألا وهي القلب، وفقه الباطن هذا هو الذي تسمى: التصوف.
فسر ابن خلدون، بفكره التحليلي التعليلي الثاقب، هذا التقسيم تفسيرا نفسيا وأنطلوجيا من خلال القول بأن الإنسان مركب من عنصرين أساسيين : الجسد وهو الهيكل المحسوس واللطيفة الربانية التي تحرك البدن ولا يقدر على معاصاتها حيث ملكها الله أمره وهي تسمى في الشرع " الروح " " القلب " " النفس ".
هذه اللطيفة الربانية " أبرزها الله من عالم الأمر وذاتها لم تستكمل بعد وجعلها ميسرة بجبلتها للكمال ... ولما كانت ذاتها بأ صل نشأتها من العالم الروحاني الذي ذواته عالمة بالفعل ولا تفتقر إلى اكتساب كان كمال ذاتها هي بحصول العلم والمعرفة لها بحقائق الموجودات حتى تتصور عالمها وتعرف صفات موجده وآثاره " .
وتكتسب هذه اللطيفة هذه المعرفة والعلم من جهتين :
من طريق الحواس: حيث ينتزع الحس صور الموجودات ثم يجرد العقل معانيها ثم يرتبها الخيال والفكر ، وهذه المعرفة كسبية .
من طريق العالم الأعلى حيث وضع الله سبحانه جميع الحقائق في كتاب سماه اللوح المحفوظ، ومنه خرج هذا العالم إلى الوجود الحسي ، فهو عالم الروحانيات ، والمعرفة منه مباشرة وهبية، تنطبع صور الموجودات منه في النفس .
ويستدرك ابن خلدون مبينا أنه لما منعت الصفات البشرية والأحوال البدنية من ذلك الانطباع وحالت حجابا بين اللوح وبين اللطيفة الربانية احتيج إلى رفع الحجاب بالتصفية والتخليص من الكدرات لتصل " اللطيفة الربانية " إلى إدراك مباشر لحقائق الأشياء أكمل من الإدراك الذي يحصل لها من جانب الحواس والفكر والخيال، وتحصل عند هذا الإدراك المباشر أعلى درجات اللذة أو السعادة، لأن المعرفة بالله تعالى ألذ المعارف والشوق إليها أقوى وأشد وهي ليست مثل اللذة الحاصلة عن إدراك مسائل الفقه والشعر مثلاً .
وضرب ابن خلدون لهذه المعرفة الكشفية مثل صورة شخص في الظلام لا يبدو منه إلا شبحه ولا يدرك كاملا إلا في النور ، كذلك رؤية الله سبحانه في الدنيا ورؤيته في الآخرة ، وعلى قدر تحقق الأولى وتفاوتها بين العباد يكون قدر الثانية وتفاوتها بينهم ،هذا الإدراك في الدنيا على هذه الصورة التي صورها ابن خلدون تدعى المعرفة الكشفية " أو العلم الإلهامي ... ويسمى كشفا واطلاعا ".حذر ابن خلدون من الخوض في علم المكاشفة لعلتين : تعذر التعبير عن معانيه وترك الأنبياء الخوض فيه ، وهم أهل مكاشفة .
فالتصوف مجاهدة وسلوك يفضيان إلى كشف ومشاهدة يحصل فيهما العلم بالله وصفاته وأفعاله وأسرارملكه، فهو نور يقذفه الله في القلب المزكى يستلزم معه الاستعانة بمرشد أو شيخ ولا تنفع في تلقينه الكتب، لأنه على خلاف مجاهدة الاستقامة ، أمور ذوقية وجدانية لا يمكن ضبطها بالقوانين العلمية ولا بالعبارة الاصطلاحية، وهي نكتة السلوك وسره وحقيقته، فلا يتم شيء بدونها ، منها ما يعوق السير والتقدم نحو الهدف ومنها ما يساعد على إدراكه ، والشيخ بدربته وخبرته أقدر على التمييز بين محطات السفر الصوفي الطويل والشاق باعتباره سلسلة متواصلة الحلقات من المقامات والأحوال، قد يقضي المسافر دهرا دون أن ينال غايته، لذلك يظل التصوف جنسا من المعرفة المتصلة بالتجربة الروحية موسوما بالتعقيد والتشعب، الذين يمكن استقراؤهما من تعدد التسميات قبل التعقل الشامل للظاهرة، فالجانب العملي أو السلوكي يطلق عليه: علم المنازل، علم الأخلاق، علم الأحوال، علم آفات النفس ومحاسبتها، وأما الجانب العرفاني فهو علم القلوب ، علم المعارف ، علم الأسرار ، علم المكاشفة والمشاهدة ، علم الحقائق ، علوم الحكمة ، علم الباطن، علم الإشارة...
بسبب من هذا العمق وهذا الثراء المعرفي والسلوكي اللذين تتميز بهما الرؤية الصوفية للوجود والإنسان وصمت، أحيانا ، بالخروج عن الشريعة رغم تصريح كبار شيوخها بأنها الصرح الشامخ الذي أقاموا عليه بنيانهم ، قال الجنيد مثلا:" مذهبنا هذا مقيد بالكتاب والسنة ومن لم يحفظ القرآن ويكتب الحديث ولم ينفعه لا يقتدى به " وقال ابن عربي في نفس السياق :"كل حكم حقيقة لا حكم للشريعة فيها بالرد فهو صحيح وإلا فلا يعول عليه ".
في الرؤية الصوفية للإنسان والعالم تقاطعت وتمازجت ضروب من العلم مختلفة : التوحيد والفقه والسنة والسيرة والفلسفة والأخلاق والنفس وقواعد السلوك والإمامة والسياسة والجهاد ... فالوعي الصوفي تحصيل مركب لثقافة متعددة ممتدة شاسعة الأنحاء ، تباينت فيه الصور وتعددت النماذج إذ قام على أساس التجربة النفسية الفردانية الخالصة التي لا يتم فيها الاهتمام بالنسقية المنطقية كما هو الحال في المذاهب الفلسفية والكلامية والفقهية ، هذه التجربة لايمكن العبارة عنها بالوسائل البشرية المعتادة في الخطاب لأنها غير قادرة على توضيح نوع الحقيقة التي تحملها وهي الحقيقة المتصلة بالعالم العلوي المطلق، لأنها تجاوز الخبرة الإنسانية العادية المستفادة من الحواس أو النظر البرهاني ، وحتى الإيماءات الرمزية الغامضة التي يتوسل بها البيان الصوفي لا تزيد القضية إلا تعقيدا وتشعبا ، فالخبرة الصوفية خبرة مخصوصة لا يمكن فهمها إلا من طرف من يتذوقها بذاته وهو الصوفي .
من هنا جاء البيان الصوفي للمعرفة والذوق متسما بدرجة من العدول عن أشكال البيان التي رسمتها الشعرية العربية التقليدية ، وتمثل هذا العدول على مستوى جميع الأنواع: الشعروالنثر الفني والحكي، بلغة مخصوصة تتسم بالشعرية: من تمثيل ورمزية ومجاز.تظل مقاربة هذه الأنواع من الوجهة الأدبية فعلا تعترض الدارس فيه عدة إشكاليات ، فالأدب الصوفي، وإن كان يوظف نفس الآليات اللسانية لإنتاج الخطاب في اللسان الطبيعي ،مميز بخرق مرجعي للدلالة الوضعية الاصطلاحية ، إذ ينطلق من مبادئ وأ سس منهجية خاصة يصعب معها إيجاد معادل لها على مستوى عملية القراءة و التلقي ، ولذلك سيكون مفهوم الأدبية،على اتساعه ومرونته وبحسب الدلالة التي سنخصصه بها،إطارا نظريا وتطبيقيا للتدليل على خصوصية النص الصوفي الإبداعي وعمق درجة شعريته من حيث استشفاف مكنوناته واستيحاء منطوياته الأصلية لإزاحة الحجب عن الشعور الإنساني والإبداع الفني داخل هذا النص الذي هو ضرب " من ضروب السياحة إذ لعل في ميسورك القول بأنه سياحة داخل الذات ابتغاء التعرف على مضمراتها النفسية،وبفعل هذه النزعة الذاتية كان الإنسان الصوفي ذواقة جمال وحق ولغة " .
التصوف لا يخضع للمعيارية الجامدة، هو معرفة منفتحة تملك من الدينامية الداخلية والقدرة على التفلت والتشكل في الأشكال ما يمكنها من ضمان البقاء. إذا تم ربط العرفان بالبعدين التواصلي والفني تجلت خصوصياته وتبايناته عن أطر الثقافة والمعرفة الأخرى، وكشف عن خصوبة وغنى يسفر عنهما عمق التأثيرين البيداغوجي والأدبي المتحققين من منظور مقصدية المبدع ومقصدية النص ومقصدية المتلقي.



عدل سابقا من قبل ابو الياس في الخميس يناير 20, 2011 4:37 pm عدل 1 مرات (السبب : لم تظهر المساهمة بكل تفاصيلها في الإرسال الأول)
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
SoO@21
 
 
SoO@21


انثى
عدد المساهمات : 426

صورة موجزة للمتداول الفكري والفني عن الإبداع الصوفي Empty
مُساهمةموضوع: رد: صورة موجزة للمتداول الفكري والفني عن الإبداع الصوفي   صورة موجزة للمتداول الفكري والفني عن الإبداع الصوفي Emptyالسبت يناير 22, 2011 4:54 am

بارك الله فيك استاذ ابو الياس ووفقك الى ما تحبه وترضاه
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://kitaby.alafdal.net
 
صورة موجزة للمتداول الفكري والفني عن الإبداع الصوفي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» في سبيل منهج لدراسة الإبداع الصوفي فكريا وفنيا
» صورة المغرب في الرواية الإسبانية

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
موقع كتابي للطلبة والباحثين :: مكتبة كتابي الافضل الشاملة :: المكتبة الأدبية :: الادب الصوفي-
انتقل الى: